الدراسات والأبحاث تثبت الأهمية الغذائية للبوظة

القيمة الغذائية للبوظة

تصنع البوظة عموماً، والبوظة العربية بشكل خاص، بواسطة خليط يحتوي على حليب عالي الدسم أو كريما الحليب، ومواد مستحلبة، مع سكر الفاكهة أو بدائل السكر، عن طريق مزجه وخلطه، عادةً يتجمد الخليط ويتطور إلى كريما غنية متناسقة من البوظة. تعتبر البوظة من الأطعمة التي يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان سواء بشكل ايجابي أو سلبي. واستناداً إلى أبحاث أجراها قسم الزراعة الأميركية، فإن نصف كوب من البوظة تحتوي على 137سعرة حرارية من الطاقة، أي ما يعادل ضعف الطاقة لنفس الكمية من الحليب الدسم، فهي غنية بالطاقة والسكر العالي والدهون المشبعة. ولفت خبراء التغذية إلى أن للبوظة فوائد كثيرة تتنوع بتعدد المواد الأولية المستخدمة في صنعها، بحيث تحتوي على الفيتامينات نفسها الموجودة في الحليب والفاكهة المستعملة في صناعتها. وتتميز البوظة العربية بالفستق الحلبي بكثرة الفوائد كونها مصنوعة من مواد طبيعية مائة في المائة.

مصدر للفيتامينات والمعادن

تعتبر البوظة مصدر غذائي لعدة أنواع مهمة من المعادن والفيتامينات، وذلك بحسب مجلة الصحة الأميركية. حيث تحتوي البوظة على عدة أنواع من المعادن تحديداً الكالسيوم والفوسفور، ويوصي خبراء التغذية بتناول هذه العناصر وخاصةً للكبار بالسن. بالإضافة إلى احتوائها على العديد من الفيتامينات منها فيتامين A, C, D, E، والثيامين والريبوفلافين والنياسين والفولات، وفيتامين B6, B12، كما أنها تحتوي على كمية قليلة من فيتامين K المهم لعملية تخثر الدم.

فوائد البوظة المتنوعة

كشفت العديد من الدراسات التي أجريت في عدد من الجامعات البريطانية والأمريكية أن البوظة عموماً تحتوي على العديد من الفوائد المفيدة للجسم حيث أنها تساعد على حرق الدهون وتخفيض ضغط الدم العالي، ومكافحة سرطان القولون، إلى جانب دوره في تحسين المزاج ، وتقليل خطر الإصابة بالجلطات، وتقوية المناعة ومنع تكون حصى الكلى. وذكر الباحثون أن المواد الغذائية التي تحتويها البوظة العربية بشكل خاص تساعد على تقوية العظام لاحتوائها على الحليب الكامل الدسم، بالإضافة إلى الألياف ومضادات التأكسد وبكتريا البروبايوتيكس التي يمكن أن تسهم في تحسين صحة الإنسان، كما أنها تعد مصدر من مصادر الطاقة لاحتوائها على الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، والتي تعتبر ضرورية للحصول على الطاقة.

فوائد السحلب في البوظة العربية

أثبتت الدراسات المخبرية والطبية أن السحلب، الذي يعتبر أحد المكونات الأساسية في البوظة العربية، ذو فائدة كبيرة جداً ويساعد في علاج المشاكل المتعلقة بالجهاز الهضمي، حيث أنه يقي من حرقة المعدة، والمغص المعوي. كما يحتوي على مجموعة من الزيوت الطيارة ذات الرائحة الزكية والمذاق الرائع، والتي تساعد على تحسين الحالة المزاجية وعلى الاسترخاء والتخلص من التوتر والقلق. كما أنه غني بمادة السكروز، حيث يمد الجسم بالطاقة والحيوية اللازمة له، ويعوض نقص السكر بالدم بصورة طبيعية، وذلك بفضل تنشيطه للدورة الدموية في الجسم.

المكسرات في البوظة العربية

تتميز البوظة العربية بوجود المكسرات في صناعتها، فتتنوع أصنافها بين الفستق الحلبي والجوز واللوز وغيرها، وقد أثبتت الدراسات الطبية أهمية المكسرات وفوائدها العديدة وخاصة لأمراض القلب والأوعية الدموية والضغط، وتحتوي على مجموعة من الدهون غير المشبعة والأحادية والمفيدة وأشهرها الأوميغا 3 المهمة لعمل الأعصاب ولعدة وظائف حيوية في الجسم. كما تحتوي المكسرات على معادن أهمها البوتاسيوم المفيد للعضلات، والمغنيزيوم، السيلينيوم، والزنك، وحمض الفوليك، وتساعد على وصول المغذيات والاوكسجين للخلايا وتعزيز الدورة الدموية. ويفيد اللوز بالحفاظ على البشرة مشرقة ورطبة، ويحتوي على الألياف الغذائية والبروتين اللذان يساعدان على زيادة الاحساس بالشبع وامتلاء المعدة وتقليل الجوع. ويحتوي الفستق الحلبي الأخضر في تركيبته الطبيعيّة على نسبة عالية من الألياف السليوزيّة، وعنصر الفسفور الهام لصحة الوظائف العقلية والدماغية، مما يساعد على زيادة التركيز والفهم والاستيعاب والقدرة على التذكر. ويساعد على خفض معدل الكولسترول الضار في الجسم.

البوظة مصدر السعادة

أكدت الدراسات العصبية التي أجراها الباحثون في مركز علوم التصوير العصبي بمعهد الطب النفسي في لندن أنها تحفز مادة كيميائية في الدماغ تسمى الثرومبوتونين المعروف باسم السيروتونين وهي تساعد على تحسين النوم والتعلم والمزاج بشكل عام، حيث يتم اطلاق مادة كيميائية في الدماغ تسمى الدوبامين عند تناول البوظة، هذه المادة تعتبر مسؤولة عن الشعور بالسرور والسعادة وتحسن المزاج.

وستبقى البوظة من أجمل وألطف حلويات الصيف والشتاء التي يحبها الصغار قبل الكبار. فالبوظة غذاء ممتع ولذيذ الطعم وهي شهية بشكلها وألوانها ونكهاتها المتعددة.